أعاني من الناسور المهبلي .. الأعراض والأسباب والعلاج

كتبه: الدكتور وائل القطاع – استشاري الجراحة العامة وجراحة الأورام والمناظير – مستشفى ابن سينا في صنعاء

النّاسور المستقيمي المهبلي هو عبارة عن اتصال غير طبيعي بين الجزء السفلي من الأمعاء الغليظة- المستقيم – والمهبل.

موضح بالدائرة الصفراء مكان حدوث الناسور بين المستقيم والمهبل

قد تتسرب محتويات الأمعاء عبر الناسور، مما يسمح بمرور الغازات أو البراز عبر المهبل.


الأعراض

وفقًا لحجم الناسور ومكانه، يمكن أن تعاني المريضة أعراضًا طفيفة أو مشكلات كبيرة تتعلق بحصر التبرز والنظافة. قد تتضمن أعراض الناسور المستقيمي المهبلي وعلاماته ما يلي:

  • خروج الغازات أو البراز أو الصديد من المهبل.
  • إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة
  • التهابات الجهاز البولي والالتهابات المهبلية المتكررة
  • حكة أو ألمًا في الفَرج والمهبل والمنطقة بين المهبل وفتحة الشرج.
  • ألمًا في أثناء الجماع.

الأسباب

ربما ينتج النّاسور المستقيمي المهبلي عن:

  • الإصابة أثناء الولادة
  • داء كرون أو غير ذلك من أمراض التهاب الأمعاء
  • العلاج الإشعاعي أو الإصابة بالسرطان في منطقة الحوض
  • أحد المضاعفات التالية للجراحة في منطقة الحوض

وسنتناول هذه الأسباب بالتفصيل:

الإصابات أثناء الولادة

تعتبر الإصابات ذات الصلة بالولادة هي السبب الأكثر شيوعًا للناسور المستقيمي المهبلي. ويشمل هذا التمزقات في منطقة العجان التي تمتد إلى الأمعاء، أو عدوى في بضع الفرج — وهو شق جراحي لتوسيع منطقة العجان أثناء الولادة المهبلية.

قد يحدث ذلك في أعقاب مخاض طويل أو صعب أو متعسر.

قد تتضمن هذه الأنواع من الناسور أيضًا الإصابة في المصرة الشرجية، وحلقات العضلات في نهاية المستقيم التي تساعد على حبس البراز.

داء كرون

يُعد السبب الثاني الأكثر شيوعًا للناسور المستقيمي المهبلي هو داء كرون، وهو داء أمعاء التهابي حيث تلتهب بطانة القناة الهضمية.

لا تعاني معظم النساء المصابات بداء كرون الناسور المستقيمي المهبلي، ولكن قد تعمل الإصابة بداء كرون على زيادة خطر هذا المرض.

السرطان أو العلاج الإشعاعي في منطقة الحوض

يمكن أن يؤدي الورم السرطاني في المستقيم أو عنق الرحم أو المهبل أو الرحم أو القناة الشرجية إلى الإصابة بالناسور المستقيمي المهبلي.

قد يعرض العلاج الإشعاعي للسرطانات في هذه المناطق إلى الخطر أيضًا.

عادةً ما يتكون الناسور الناتج عن الإشعاع في غضون ستة أشهر إلى سنتين بعد العلاج.

وجود جراحة تتضمن المهبل أو منطقة العجان أو المستقيم أو فتحة الشرج

نادرًا ما تؤدي الجراحة السابقة في منطقة الحوض السفلي مثل إزالة الرحم (استئصال الرحم) إلى الإصابة بالناسور. قد يحدث الناسور نتيجة لإصابة في أثناء الجراحة أو تسرب أو عدوى تتطور بعد ذلك.أسباب أخرى.

نادرًا ما ينتج الناسور المستقيمي المهبلي عن العدوى في فتحة الشرج أو المستقيم؛ أو العدوى في الجيوب الصغيرة المنتفخة في الجهاز الهضمي (التهاب الرتج)؛ أو الالتهاب طويل المدى في القولون والمستقيم (التهاب القولون التقرحي)؛ أو البراز الصلب والجاف الذي ينحشر في المستقيم (انحشار البراز)؛ أو إصابة مهبلية ليست ذات صلة بالولادة.


المضاعفات

قد تتضمن المضاعفات الجسدية للنّاسور المستقيمي المهبلي:

  • عدم السيطرة على فقدان البراز (سلس البراز)
  • مشاكل النظافة
  • التهابات الجهاز البولي والالتهابات المهبلية المتكررة
  • تهيُّجًا أو التهاب المهبل أو العجان أو الجلد المحيط للشرج
  • خُراجًا ناتجًا عن التهاب في الناسور، وتلك مشكلة يمكن أن تصبح مهددة للحياة إن لم تتم معالجتها
  • معاودة الإصابة بالناسور.

العلاج

قد تكون أعراض الناسور المستقيمي مقلقة، ولكن يكون العلاج فعالاً غالبًا.

يعتمد علاج الناسور على سببه وحجمه وموقعه وتأثيره على الأنسجة المحيطة.

الأدوية

قد يوصي الطبيب بتناول دواء للمساعدة في علاج الناسور أو الإعداد للجراحة

  • المضادات الحيوية. إذا كانت المنطقة المحيطة بالناسور مصابة، فقد يتم إعطاء المريض دورة علاجية من المضادات الحيوية قبل الجراحة. قد يوصى بالمضادات الحيوية أيضًا للنساء المصابات بداء كرون اللاتي يصبن بالناسور.
  • إينفليإكسيمب. قد يساعد إينفليإكسيمب (ريميكاد) في تقليل الالتهاب وعلاج النواسير عند النساء المصابات بداء كرون.

الجراحة

يحتاج معظم الناس إلى جراحة لإغلاق الناسور المستقيمي أو إصلاحه.

قبل إجراء العملية، يجب أن يكون الجلد والأنسجة الأخرى حول الناسور سليمين، خاليين من العدوى أو الالتهاب.

قد يوصي الطبيب بالانتظار لمدة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر قبل إجراء الجراحة للتأكد من صحة الأنسجة المحيطة ومعرفة ما إذا كان الناسور يغلق من تلقاء نفسه.

يتمثل الهدف في إزالة قناة الناسور وإغلاق الفتحة عن طريق خياطة الأنسجة السليمة.

الخيارات الجراحية تشمل:

  • خياطة حشوة الناسور أو قطعة من نسيج بيولوجي في الناسور للسماح للنسيج أن ينمو في القطعة ويُشفي الناسور.
  • باستخدام طعم نسيجي مأخوذ من جزء قريب من جسمك أو طي سديلة من الأنسجة السليمة على فتحة الناسور.
  • إصلاح عضلة مصرة الشرج إذا تعرضت للضرر من الناسور أو بسبب تلف ندوب أو نسيج ناتج عن الإشعاع أو مرض كرون.
  • إجراء فغر القولون قبل إصلاح ناسور في حالات معقدة أو متكررة لتحويل البراز عبر فتحة في البطن بدلاً من المستقيم. في معظم الأحيان، لا توجد حاجة لهذه الجراحة. ولكن قد تحتاج المريضة إلى هذا إذا كانت تعاني تلف الأنسجة، أو تندبًا من الجراحة السابقة أو العلاج الإشعاعي، أو التهابًا مستمرًا أو تلوثًا برازيًا كبيرًا، أو ورمًا سرطانيًا، أو خراجًا.

إذا كانت هناك حاجة إلى فغر القولون، فقد ينتظر الجراح من 8 إلى 12 أسبوعًا قبل إصلاح الناسور. عادة بعد ما يقرب من ثلاثة إلى ستة أشهر وتأكيد أن الناسور قد شفي، يمكن عكس فغر القولون واستعادة وظيفة الأمعاء الطبيعية.